الخميس، 13 أكتوبر 2016

اغرب قصة تحدث مع فتاة ودكتور يا الله شي غريب جدا ؟


قيل قصة عجيبة حدثت مع دكتور مشهور و فتاة في الطائرة المتجه لبلاد الغرب

يقول حينما جلست في المقعد المخصص لي في الدرجة الأولى من الطائرة .. التي تنوي الإقلاع إلى عاصمة دولة غربية
كان المقعد المجاور لي من جهة اليمين ما يزال فارغا .. بل إن وقت الإقلاع قد اقترب .. والمقعد المذكور ما يزال فارغ !!
قلت في نفسي .. أرجو أن يظل هذا المقعد فارغا .. أو أن ييسر الله لي فيه جارا طيبا .. يعينني على قطع الوقت بالنافع المفيد ..
نعم .. إن الرحلة طويلة سوف تستغرق ساعات .. يمكن أن تمضي سريعا حينما يجاورك من ترتاح إليه نفسك ..
ويمكن أن تتضاعف تلك الساعات حينما يكون الأمر على غير ما تريد !! ..
وقبيل الإقلاع .. جاء من شغل المقعد الفارغ !! .. فتاة في ميعة الصبا .. لم يكن حجابها وعباءتها ذات الأطراف المزينة .. أن تخفي ما تميزت به تلك الفتاة من الرقة والجمال ..
كان العطر فواحا .. بل إن أعين الركاب في الدرجة الأولى قد اتجهت إلى مصدر هذه الرائحة الزكية !! ..
لقد شعرت حينها أن مقعدي ومقعد مجاورتي أصبحا كصورتين يحيط بهما إطار منضود من نظرات الركاب !! ..
حينما وجهت نظري إلى أحدهم ... رأيته يحاصر المكان بعينيه .. ووجهه يكاد يقول لي: ليتني في مقعدك ..
كنت في لحظتها أقول
.. لماذا يكون رائحة طيب المرأة بهذه الصفة؟ ..
كان الجواب واضحا في ذهني من قبل .. إن المرأة لزوجها .. ليست لغيره من الناس .. وما دامت له فإن طيبها ورائحة عطرها يكره أن تخرج به فإن قصدت التعرض للرجال حرم ..
كان هذا الجواب واضحا .. ولكن ما رأيته من نظرات ركاب الطائرة التي حاصرت مقعدي ومقعد الفتاة .. قد زاد الأمر وضوحا في نفسي .. وسألت نفسي .. يا ترى لو لم يفح طيب هذه الفتاة بهذه الصورة التي أفعمت جو الدرجة الأولى من الطائرة. . أكانت الأنظار اللاهثة ستتجه إليها بهذه الصورة؟ ..
عندما جاءت (مظيفة الطائره) بالعصير .. أخذت الفتاة كأسا من عصير البرتقال .. وقدمته إلي .. تناولته شاكرا .. وقد فاجأني هذا الموقف! .. وشربت العصير وأنا ساكت .. ونظرات ذلك الشخص ما تزال تحاصرني !! ..
وجهت إليه نظري .. ولم أصرفه عنه حتى صرف نظره حياء كما أظن ثم اكتفى بعد ذلك باختلاس النظرات إلى الفتاة المجاورة .. ولما أصبح ذلك ديدنه .. كتبت قصاصة صغيرة (ألم تتعب من الالتفات؟) .. فلم يلتفت بعدها !! ..
عندما غاصت الطائرة في السحاب الكثيف بعد الإقلاع بدقائق معدودات ..
اتجه نظري إلى ذلك المنظر البديع .. سبحان الله العظيم .. قلتها بصوت مرتفع .. وأنا أتأمل تلك الجبال الشاهقة من السحب المتراكمة .. التي أصبحنا ننظر إليها من مكان مرتفع ..
قالت الفتاة التي كانت تجلس بجوار النافذة .. إي والله سبحان الله العظيم .. ووجهت حديثها إلي قائلة .. إن هذا المنظر يثير الشاعرية الفذة .. ومن حسن حظي أنني أجاور شاعرا يمكن أن يرسم لوحة شعرية رائعة لهذا المنظر ..
لم تكن الفتاة وهي تقول لي هذا على حالتها .. التي دخلت بها الطائرة !! ..
كلا .. لقد لملمت حجابها .. ووضعته داخل حقيبتها اليدوية الصغيرة !! ..
وكان وجهها ملونا بألوان الطيف .. أما شعرها فيبدوا أنها قد صففته بطريقة خاصة تعجب الناظرين !! ..
قلت لها .. سبحان من علم الإنسان ما لم يعلم .. فلولا ما أتاح الله للبشر من كنوز هذا الكون الفسيح .. لما أتيحت لنا رؤية هذه السحب بهذه الصورة الرائعة ..
قالت .. إنها تدل على قدرة الله تعالى ..
قلت .. نعم تدل على قدرة مبدع هذا الكون وخالقه .. الذي أودع فيه أسرارا عظيمة .. وجعل فيه للناس مبادئ تحفظ حياتهم وتبلغهم رضى ربهم .. وتنجيهم من عذابه يوم يقوم الأشهاد ..
قالت .. ألا يمكن أن نسمع شيئا من الشعر .. فإني أحب الشعر .. وإن هذه الرحلة ستكون تاريخية بالنسبة إلي .. ما كنت أحلم أن أسمع منك مباشرة ..
لقد تمنيت من أعماق قلبي .. لو أنها لم تعرف من أنا !! .. لقد كان في الذهن أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها ..
وسكت قليلا .. كنت أحاور نفسي حوارا داخليا مربكا !! ...
ما ذا أفعل .. هل أبدأ بنصيحة هذه الفتاة .. وبيان حقيقة ما وقعت فيه من أخطاء ظاهرة .. أم أترك ذلك إلى آخر المطاف؟



وبعد تردد قصير .. عزمت على النصيحة المباشرة السريعة .. لتكون خاتمة الحديث معها ..
وقبل أن أتحدث .. أخرجت من حقيبتها قصاصات ملونة .. وقالت هذه بعض أوراق أكتبها .. أنا أعلم أنها ليست على المستوى الذي يناسب ذوقك .. ولكنها خواطر عبرت بها عن نفسي ..
وقرأت القصاصات بعناية كبيرة .. إني أبحث فيها عن مفتاح لشخصية الفتاة !! ..
إنها خواطر حالمة .. هي فتاة رقيقة المشاعر جدا .. أحلامها تطغي على عقلها بشكل واضح ..
لفت نظري أنها تستشهد بأبيات من شعري .. قلت في نفسي .. هذا شئ جميل لعل ذلك يكون سببا في أن ينشرح صدرها لما أريد أن أقول ..
بعد أن قرأت القصاصات ..عزمت على تأخير النصيحة المباشرة .. وسمحت لنفسي أن تدخل في حوار شامل مع الفتاة ..
قلت لها .. عباراتك جميلة منتقاة .. ولكنها لا تحمل معنى ولا فكرة كما يبدو لي .. لم أفهم منها شيئا .. فماذا أردت أن تقولي ...؟
بعد صمت قالت .. لا أدري ماذا أردت أن أقول !! .. إني أشعر بالضيق الشديد .. خاصة عندما يخيم علي الليل !! .. أقرأ المجلات النسائية المختلفة .. أتأمل فيها صور الفنانات والفنانين .. يعجبني وجه فلانة .. وقامة فلانة .. وفستان علانة .. بل يعجبني أحيانا ملامح أحد الفنانين .. فأتمنى لو أن ملامح زوجي كملامحه ..
فإذا مللت من المجلات .. اتجهت إلى الأفلام .. أشاهد منها ما أستطيع .. وأحس بالرغبة في النوم .. بل إني أغفو وأنا في مكاني .. فأترك كل شي وأتجه إلى فراشي .. وهناك يحدث ما لا أستطيع تفسيره .. هناك يرتحل النوم .. فلا أعرف له مكانا !! ..
عجبا .. أين ذلك النوم الذي كنت أشعر به وأنا جالسة .. وتبدأ رحلتي مع الأرق .. وفي تلك اللحظات أكتب هذه الخواطر التي تسألني عنها ..
(إنها مريضة) قلتها في نفسي .. نعم إنها مريضة بداء العصر !! .. القلق الخطير .. إنها بحاجة إلى علاج ..
قلت لها .. ولكن خواطرك هذه لا تعبر عن شي مما قلت إنها عبارات براقة .. يبدو أنك تلتقطينها من بعض المقالات المتناثرة .. وتجمعينها في هذه الأوراق ..
قالت .. عجبا لك .. أنت الوحيد الذي تحدثت بهذه الحقيقة .. كل صديقاتي يتحدثن عن روعة ما أكتب .. بل إن بعض هذه الخواطر قد نشرت في بعض صحفنا .. وبعث إلي المحرر برسالة شكر على هذه الراوائع .. أنا معك أنه ليس لها معنى واضح .. ولكنها جميلة ..
وهنا سألتها مباشرة: هل لك هدف في هذه الحياة؟!
بدا على وجهها الارتباك .. لم تكن تتوقع السؤال .. وقبل أن تجيب قلت لها:
هل لك عقل تفكرين به .. وهل لديك استقلال في التفكير؟ .. أم أنك قد وضعت عقلك بين أوراق المجلات النسائية التي أشرت إليها .. وحلقات الأفلام التي ذكرت .. أنت تهرعين إليها عندما تشعرين بالملل ..
يا اختي تذكري أنك مسلمة ..
هنا تغير كل شي .. أسلوبها تغير .. جلستها على المقعد تغيرت .. قالت:
قالت إني بحمد الله مسلمة ومن أسرة مسلمة عريقة في الإسلام .. ..
إن عقلي حر ليس أسيرا لأحد .. إني أرفض أن تتحدث بهذه الصورة .. وانصرفت الفتاة إلى النافذة تنظر من خلالها إلى ملكوت الله العظيم ..
لم أعلق على كلامها بشيء .. بل إنني أخذت الصحيفة التي كانت أمامي .. وانهمكت في قراءتها .. ورحلت مع مقال في الصحيفة يتحدث عن الإسلام والإرهاب (كان مقالا طويلا مليئا بالمغالطات والأباطيل)
ولا أكتمكم أنني قد انصرفت إلى هذا الأمر كليا .. حتى نسيت في لحظتها ما جرى من الحوار بيني وبين مجاورتي في المقعد .. ولم أكن أشعر بنظراتها التي كانت تختلسها إلى الصحيفة .. لترى هذا الأمر الذي شغلني عن الحديث معها كما أخبرتني فيما بعدولم أعد من جولتي الذهنية مع مقال الصحيفة إلا على صوتها وهي تتحدث الي جديد من
قلت لها .. أنت فتاة ناضجة تمام النضج .. تلون وجهها بالأصباغ .. وتصفف شعرها بطريقة جيدة .. وتلبس عباءتها وحجابها في بلادها .. فإذا رحلت خلعتهما وكأنهما لا يعنيان لها شيئا !! .. نعم إنك فتاة كبيرة .. تحسن اختيار العطر الذي ينشر شذاه في كل مكان .. فمن قال إنك طفلة ..؟!
قالت .. لماذا تقسو علي بهذه الصورة؟

قلت لها .. الم تتعلمي ان على المسلم ان ينقاد لله بالطاعة ..
قالت .. إي والله ذكرتني ..
قلت لها .. ما معنى "الانقياد له بالطاعة"؟
سكتت قليلا ثم قالت .. أسألك بالله هل تتسلط علي ..
قلت لها .. عجبا لك .. لماذا تعدين حواري معك تسلط؟ .. أين موطن التسلط فيما أقول؟
قالت .. أنا ذكية وأفهم ما تعني .. أنت تنتقدني وتؤنبني وتتهمني .. ولكن بطريقة غير مباشرة ..
قلت لها .. تذكري انك مسلمة؟
قالت .. .. إني مسلمة من قبل أن أعرفك .. وأرجوك ألا تتحدث معي مرة أخرى !! ..
قلت لها .. أنا متأسف جدا .. وأعدك بألا أتحدث إليك بعد هذا ..
ورجعت إلى صفحات الصحيفة التي أمامي ..
وقلبت صفحة أخرى .. فرأيت خبرا عن المسلمين في كشمير .. وصورة لامرأة مسلمة تحمل طفلا .. وعبارة تحت صورتها تقول (إنهم يهتكون أعراضنا .. ينزعون الحجاب عنا بالقوة .. وإن الموت أهون عندنا من ذلك) ..
ونسيت أيضا أن مجاورتي كانت تختلس نظرها إلى الجريدة .. وفوجئت بها تقول ..
ماذا تقرأ؟ .. ولم أتحدث إليها .. بل أعطيتها الجريدة وأشرت بيدي إلى صورة المسلمة الكشميرية .. والعبارة التي نقلت عنها ..
ساد الصمت وقتا ليس بالقصير .. واستمر الصمت ..
وبعد أن تجولت في الطائرة قليلا .. رجعت إلى مقعدي .. وما إن جلست حتى بادرتني مجاورتي قائلة:
ما كنت أتوقع أن تعاملني بهذه القسوة! ..
قلت لها .. لا أدري ما معنى القسوة عندك .. أنا لم أزد على أن وجهت إليك أسئلة كنت أتوقع أن أسمع منك إجابة عنها .. ألم تقولي إنك واثقة بنفسك ثقة كبيرة؟ .. فلماذا تزعجك أسئلتي؟
قالت .. أشعر أنك تحتقرني ..
قلت لها .. من أين جاءك هذا الشعور؟
قالت .. لا أدري !!
قلت لها .. ولكنني أدري .. لقد انطلق هذا الشعور من أعماق نفسك .. إنه الشعور بالذنب والوقوع في الخطأ .. أنت تعيشين ما يمكن أن أسميه بالازدواجية .. أنت تعيشين التأرجح بين الحالتين !! ..

وقاطعتني بحده قائلة .. هل أنا مريضة نفسيا؟ .. ما هذا الذي تقول؟!

قلت لها .. أرجو ألا تغضبي .. دعيني أكمل !! .. أنت تعانين من ازدواجية .. أنت مهزومة من الداخل .. لاشك عندي في ذلك .. وعندي أدلة لا تستطيعين إنكارها ..

قالت مذعورة .. ما هي؟

قلت .. إنك مسلمة .. ومن كمال الايمان ان تنفذي اوامر الله تعالى وتجتنبي ما نهاك عن فعله .. وقد ذكرت لك في

وسكت لحظة .. لأتيح لها التعليق على كلامي .. ولكنها سكتت ولم تنطق وفهمت أنها تريد أن تسمع .. قلت لها:
وهذا الحجاب اللذان حشر في هذه الحقيبة الصغيرة .. دليل على ما أقول !! ..
قالت بغضب واضح .. هذه أشكال .. وأنت لا تهتم إلا بالشكل !! .. المهم الجوهر
قلت لها .. أين الجوهر؟ .. وانت تنزعين حجاب راسك

قالت .. هل يعني كلامك هذا أن كل من تلبس الحجاب نقية الجوهر؟
قلت لها .. كلا .. لم أقصد هذا أبدا .. ولكن من تلبس الحجاب تحقق مطلبا شرعيا ..
فإن انسجم باطنها مع ظاهرها وانصلح حالها كاملا .. كانت من المؤمنين الكاملين ان شاء الله .. وإن حصل العكس وقع الاضطراب في شخصيتها .. فكان نزع هذا الحجاب !! عندما تحين لها الفرصة هينا ميسورا ..
إن الجوهر مع الظاهر امر مهم ... وأذكرك الآن بتلك العبارة التي نقلتها الصحيفة عن تلك المرأة الكشميرية المسلمة .. ألم تقل .. (إن الموت أهون عليها من نزع حجابها؟ لماذا كان الموت أهون؟)
لأنها آمنت إيمانا جعلها تنقاد له بالطاعة ..

وهذا الانسجام هو الذي يجعل المسلم يحقق معنى قول الرسول عليه الصلاة والسلام "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"
إن لبس الحجاب عندك لا يتجاوز حدود العادة والتقليد .. ولهذا كان هينا عليك أن تنزعيهما عنك دون تردد ... حينما ابتعدت بك الطائرة عن أجواء بلدك !! .. الذي استقيت منه العادات والتقاليد ..
فلبس الحجاب شيء مهم في دين الله .. واعتقادك أن هذا أمر شرعي لا يفرق بين مجتمع ومجتمع .. ولا بلد وبلد .. والا لما كان سهلا عليك نزعه ..
الازدواجية في الشخصية هي المشكلة ..
أتدرين ما سبب هذه الازدواجية؟

فظننت أنها ستجيب .. ولكنها كانت صامتة .. وكأنها تنتظر أن أجيب أنا على هذا السؤال !!
قلت .. سبب هذه الازدواجية الاستسلام للعادات والتقاليد .. وعدم مراعاة أوامر الشرع ونواهيه .. إنها تعني ضعف الرقابة الداخلية عند الإنسان ..
ولهذا فإن من أسوأ نتائجها الانهزامية !! .. حيث ينهزم المسلم من الداخل .. فإذا انهزم تمكن منه هوى النفس .. وتلاعب به الشيطان .. وظل كذلك حتى تنقلب في ذهنه الموازين ..

لم تقل شيئا .. بل لاذت بصمت عميق .. ثم حملت حقيبتها .. واتجهت إلى مؤخرة الطائرة ..

وسألت نفسي .. تراها ضاقت ذرعا بما قلت .. وتراني وفقت فيما عرضت عليها؟

لم أكن في حقيقة الأمر أعرف مدى التأثر بما قلت سلبا أو إيجابا ..

ولكنني كنت متأكدا من أنني قد كتمت مشاعر الغضب .. التي كنت أشعر بها حينما توجه إلي بعض العبارات الجارحة !! .. ودعوت لها بالهدايه .. ولنفسي بالمغفرة والثبات على الحق ..
وعادت إلى مقعدها .. وكانت المفاجأة .. عادت وعليهاحجابها .. ولا تسل عن فرحتي بما رأيت !!
قالت .. إن رحمة الله بي .. هي التي هيأت لي بالركوب في هذا المقعد .. صدقت حينما وصفتني بأنني أعاني من الهزيمة الداخلية ..
إن الازدواجية التي أشرت إليها .. هي السمة الغالبة على كثير من بنات المسلمين اليوم وأبنائهم ..
يا ويلنا من غفلتنا! .. إن مجتمعاتنا النسائية قد استسلمت للأوهام .. لا أكتمك أيها الأخ الكريم .. أن أحاديثنا في مجالسنا نحن النساء .. لا تكاد تتجاوز الأزياء والمجوهرات والعطورات .. والأفلام والأغاني والمجلات النسائية الهابطة ..
لماذا نحن كذلك؟

كان سؤالك جارحا .. ولكني أعذرك .. لقد رأيتني على حقيقة أمري .. ركبت الطائرة بحجابي .. وعندما أقلعت خلعت عني الحجاب ..
هكذا خيل إلي أني مقتنعة !! .. بينما هذا الذي صنعته يدل حقا على الانهزامية والازدواجية .. إني أشكرك بالرغم من أنك قد ضايقتني كثيرا ..
ولكنك أرشدتني .. إني أتوب إلى الله وأستغفره
ولكن أريد أن أستشيرك ..
قلت وأنا في روضة من السرور بما أسمع من حديثها .. "نعم .. تفضلي إني مصغ إليك"
قالت .. زوجي، أخاف من زوجي !!
قلت .. لماذا تخافين منه، وأين زوجك؟
قالت .. سوف يستقبلني في المطار .. وسوف يراني بحجابي ..
قلت لها .. وهذا شيء سيسعده ..
قالت .. كلا .. لقد كانت آخر وصية له في مكالمته الهاتفية بالأمس .. إياك أن تنزلي إلى المطار بحجابك .. إنه سيغضب بلا شك !!

قلت لها .. إذا أرضيت الله فلا عليك أن يغضب زوجك .. وبإمكانك أن تناقشيه مناقشة هادئة فلعله يستجيب .. إني أوصيك أن تعتني به عناية الذي يحب له النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة
وساد الصمت ... وشردت بذهني في صورة خيالية .. إلى ذلك الزوج الذي يوصي زوجته بخلع حجابها .. أهذا صحيح؟!
.. لاحول ولا قوة إلا بالله
إن مدنية هذا العصر .. تختلس أبناء المسلمين واحدا تلو الآخر .. ونحن عنهم غافلون .. بل نحن عن أنفسنا غافلون ..
وصلت الطائرة إلى ذلك المطار البعيد .. وانتهت مراسم هذه الرحلة .. الحافلة بالحوار الساخن بيني وبين جارة المقعد .. ولم أرها حين استقبلها زوجها ..

بل إن صورتها وصوتها قد غاصا بعد ذلك .. في عالم النسيان .. كما يغوص سواها من آلاف الأشخاص والمواقف التي تمر بنا كل يوم ..
****
ويكمل القصه قائلا
بعدها بزمن كنت جالسا على مكتبي ..
وفي تلك اللحظة جاءني أحدهم برسالة .. وتسلمتها منه بشغف !!

وعندما فتحت الرسالة .. نظرت إلى اسم المرسل .. فقرأت (المرسلة أختك في الله .. أم محمد الداعية لك بالخير)

أم محمد؟ .. من تكون هذه؟!
وقرأت الرسالة .. وكانت المفاجأة بالنسبة إلي !! .. إنها تلك الفتاة التي دار الحوار بيني وبينها في الطائرة .. والتي غاصت قصتها في عالم النسيان !!
إن أهم عبارة قرأتها في الرسالة هي قولها .. (لعلك تذكر تلك الفتاة التي جاورتك في مقعد الطائرة ذات يوم .. إني أبشرك .. لقد عرفت طريقي إلى الخير ..
وأبشرك أن زوجي قد تأثر بموقفي فهداه الله .. وتاب من كثير من المعاصي التي كان يقع فيها .. وأقول لك .. ما أروع الالتزام الواعي القائم على الفهم الصحيح لديننا العظيم ..

لقد قرأت قصيدتك "ضدان يا أختاه" وفهمت ما تريد)!
لا أستطيع أن أصور الآن مدى الفرحة التي حملتني على جناحيها الخافقين .. حينما قرأت هذه الرسالة ... ما أعظمها من بشرى ..
حينها ..
ثم أمسكت بالقلم .. وكتبت رسالة إلى "أم محمد" .. عبرت فيها عن فرحتي برسالتها .. وبما حملته من البشرى .. وضمنتها أبياتا من القصيدة .. التي أشارت إليها في رسالتها


.. وعندما هممت بإرسال رسالتي .. تبين لي أنها لم تكتب عنوانها البريدي ..

فطويتها بين أوراقي لعلها تصل إليها ذات يوم ..
و تحياتى

هناك تعليق واحد:

  1. قصة أكثر من رائعة لا أكذبكم القول بأن عيناي فاضت بالدمع أثناء قراءتها ليس هناك اروع من أن تصلح الأحوال على يديك ويجعلك الله من الهداة المهتدين
    اللهم رد المسلمين إلى دينك ردا جميلا برحمتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين

    ردحذف